هنّ _ خاص

في كل عام، يحتفي العُمانيون باليوم الوطني بمشاعر الفخر والانتماء، لكن الفنانة والمعلمة هاجر الغنبوصي تحتفل بطريقتها الخاصة؛ ألوان، وفرشاة، وجداريات تتحدث بصمت عن وطنٍ يسكن الروح.

هاجر، معلمة الفنون التشكيلية بمدرسة عائشة بنت عثمان للتعليم الأساسي بمحافظة الشرقية جنوب، تمتلك علاقة طويلة مع الرسم بدأت منذ طفولتها. تقول إن الريشة كانت لعبتها المفضلة، ومع مرور السنوات تحوّل هذا الشغف إلى هوية ومهنة ورسالة تنقلها اليوم لطالباتها.

أسلوب فني يروي ما تعجز الكلمات عنه

أسلوب هاجر في الرسم حرّ ومرهف، يعتمد على الألوان كوسيلة للتعبير عن قصص ومشاعر غير منطوقة. لا تضع قواعد صارمة لريشتها، بل تمنحها حرية كاملة لتتحدث وتنساب كما تشاء. بالنسبة لها، الفن مساحة صادقة تكشف روح الفنان ونظرته للحياة.

الجداريات… لوحات وطن تُولد على الجدران

تمتلك هاجر حضورًا خاصًا في رسم الجداريات، فهي ترى فيها مساحة أكبر لرواية الحكايات. تركز في أعمالها على رموز الهوية العُمانية:

الخنجر، العلم، القلاع، الحصون، العمارة العُمانية الأصيلة… كل ذلك محاط بظلال وألوان تعبّر عن الفخر والانتماء.

وتقول: “الجداريات بالنسبة لي ليست مجرد رسم على الجدار، بل حكاية حب لعُمان تُروى بالألوان… كل ضربة فرشاة فيها مشاعر فخر وولاء.”

ما يميز هذه التجربة هو روح الفريق؛ إذ تجمع العمل الجماعي بين الفنانين والطلاب والمجتمع، ليصبح الجدار لوحة صنعها الجميع بقلوبهم قبل أيديهم.

بصمتها في كل مدرسة

في كل مدرسة تُدرّس فيها، تترك هاجر أثرًا بصريًا يحمل حب الوطن. جدارياتها ليست مجرد زينة، بل وسيلة لغرس الهوية الوطنية في نفوس الطلبة، ولتحويل الجدران إلى مساحات تُعبّر عن الفخر بعُمان وقائدها.

آخر جدارياتها… احتفاء بالوطن

تصف آخر جدارية رسمتها بأنها رسالة حب في يوم الوطن. فقد جسّدت فيها رموز عُمان وقائدها، احتفاءً باليوم الوطني. تؤمن هاجر بأن اللوحات يمكن أن تكون دروسًا بصرية تربط الطالب بتاريخ بلده وقيمه وتُشعل فيه شرارة الانتماء.

من ثلاثة أيام إلى أسبوع… زمنٌ يُولد فيه الجمال

تستغرق هاجر من 3 أيام إلى أسبوع لإنجاز الجدارية، حسب كبر المساحة وتفاصيلها. لكنها ترى أن الوقت لا يُقاس بالساعات بل بمقدار الإحساس الذي يُسكب داخل اللوحة.

رسالة بمناسبة اليوم الوطني

بهذه المناسبة الوطنية العزيزة، تعبّر هاجر عن فخرها قائلة: “في اليوم الوطني تتجدد مشاعر الفخر والانتماء لوطننا الغالي. أرفع التهاني للمقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم حفظه الله ورعاه، وللشعب العُماني الكريم، مستذكرةً مسيرة النهضة التي نعيشها بكل اعتزاز.”

طموح لا ينتهي… وريشة تُلهم جيلاً كاملاً

طموح هاجر يتجاوز حدود الجدران؛ فهي تسعى إلى زرع حب الفن والإبداع في قلوب طالباتها، ومساعدتهن على اكتشاف مواهبهن وتطويرها. تؤمن بأن الفن قادر على صناعة جيل مبدع يعتز بهويته ويعبر عنها بثقة وألوان.