spot_img
المزيد

    أنوار الشبلية: الخيوط لغتي والإبداع طريقي نحو حفظ التراث

    spot_img

    هنّ _ خاص

    بأناملٍ ناعمة وصبرٍ لا ينتهي، تحوّل أنوار بنت سليمان الشبلية الخيوط إلى لوحاتٍ تحكي فخر التراث العُماني. بدأت رحلتها من مقعد التدريب لتصبح اليوم رائدة أعمال ومدرّبة معتمدة في فن النسيج اليدوي من خلال مؤسستها «السِداء»، التي تمزج الأصالة بروحٍ عصرية.

    في هذا الحوار، تكشف أنوار سرّ عشقها للنول، وكيف نسجت من شغفها قصة نجاحٍ ملهمة.

     أنوار.. كيف بدأت علاقتكِ بفن النسيج اليدوي، ومتى أدركتِ أنه سيكون مساركِ المهني؟

     بداية الأمر كنت باحثة عن عمل، ولمحت إعلانًا عن برنامج تدريبي في صناعة النسيج اليدوي نفذته الهيئة العامة للصناعات الحرفية سابقًا. التحقت بالبرنامج عام 2014 دون أي خلفية سابقة عن هذا المجال، وبدأت من الصفر. استمر التدريب لعامين بين الجانب العملي والنظري، وأحببت الحرفة كثيرًا حتى درست عالم النسيج دراسة أكاديمية لمدة خمس سنوات بين التدريب والإنتاج والتطوير. حصلت على المركز الثالث بنسبة 96.3%.

    بعد انتهاء التدريب، شعرت أن سنوات الجهد لا يجب أن تمر دون استمرارية، فأسست في عام 2019 مشروعي “السِداء”، وهو اسم مستوحى من الخيوط الطولية الأساسية في كل قطعة منسوجة يدويًا. ومنذ ذلك الحين أصبح اسم السِداء لامعًا داخل السلطنة وخارجها، حيث شاركت في معارض دولية في برلين وإيطاليا والسعودية.

     ما الذي جذبكِ تحديدًا لهذا الفن العريق؟

    الذي جذبني هو أن الحرفة تجمع بين الفن والإبداع والصبر. أستطيع من خلالها الهروب من ضغوطات الحياة والعيش وسط الخيوط والألوان، أبتكر نقوشًا زخرفية وأنتج قطعًا تحمل الطابع العُماني الأصيل. كما أن شعور الإنجاز عند تحويل الخيوط إلى منتج جميل بيدي يمنحني فخرًا كبيرًا.

    ما أنواع المنسوجات التي تصنعينها في مؤسسة السِداء؟

    ننتج مجموعة متنوعة من المنتجات مثل الميداليات، المذكرات المغلفة بالنسيج اليدوي، المفارش، الحقائب، المعلقات الجدارية، السباعيات، السيح، أطقم طاولات الطعام، وحامل البطاقات التعريفية. كما يمكننا تنفيذ طلبات خاصة حسب ألوان ونقوش ومقاسات الزبائن.

    هل تركزين على القطع التراثية التقليدية أم تقدمين تصاميم حديثة بروح عُمانية؟

    أحب الموازنة بين الحفاظ على التراث وإدخال لمسات حديثة، فكل قطعة تحمل روح عُمان ولكن بأسلوب عصري يناسب الأذواق المعاصرة مع الحفاظ على الهوية الثقافية.

    ما القطعة الأقرب إلى قلبكِ من بين ما نسجتِه حتى الآن؟ ولماذا؟

    القطعة الأقرب إلى قلبي هي مجموعة منتجات صممتها لأحد المؤسسات الحكومية، عبارة عن بوكس يحتوي على قطع فريدة تجمع بين التراث والحداثة. أحبها لأنها تُظهر التراث العُماني بطريقة معاصرة وجميلة.

    كيف تختارين الألوان والنقوش في أعمالكِ؟ وهل تستوحينها من بيئة معينة؟

    تعلمنا خلال الدراسة كيفية دمج الألوان الأساسية والثانوية، وهذا ساعدني كثيرًا. كما أستمع لآراء الزبائن وأشاركهم في اختيار الألوان والنقوش الزخرفية، مع الحفاظ على النقوش التراثية واستحداث نقوش حديثة ومعاصرة في الوقت نفسه.

    هل تعتمدين على النول التقليدي اليدوي أم هناك تطوير في الأدوات المستخدمة؟

     نعم، ما زلت أستخدم النول اليدوي وجميع منتجاتنا يدوية 100%. ومع ذلك ندمج التقنيات الحديثة مثل الطباعة الرقمية والذكاء الاصطناعي في بعض مراحل الإنتاج لتقديم منتجات عصرية بروح تراثية.

    حدثينا عن المراحل التي تمر بها عملية النسج من الخيط حتى المنتج النهائي.

    تمر صناعة النسيج اليدوي بعدة مراحل:

    مرحلة المقايسات (إعداد الخارطة): تحديد نوع المنتج والألوان والنقوش والأبعاد.

    مرحلة التسدية: ترتيب الخيوط على إطار أو دوارة التسدية حسب التصميم.

    نقل الخيوط إلى النول وطويها على خطوة السِداء.

    مرحلة اللقي: إدخال الخيوط في عيون النيرة حسب التصميم.

    عملية التطريح: إدخال الخيوط في أبواب مشط النسيج.

    تربيط الخيوط والبدء بالنسيج اليدوي.

    كل هذه المراحل تتطلب صبرًا وتركيزًا عاليين لضمان الجودة والجمال النهائي.

    ما أكثر مرحلة تتطلب دقة أو صبرًا أثناء العمل على النول؟

    أكثر المراحل التي تتطلب دقة هي عملية اللقي، حيث يجب إدخال كل خيط في ثقب صغير جدًا يسمى “عين النيرة”. كذلك تحتاج عملية النسيج نفسها إلى صبر كبير حتى انتهاء القطعة بجودة عالية.

    بصفتكِ مدربة معتمدة، ما أكثر ما يثير اهتمام المتدربات عندما يخضن تجربة النسيج لأول مرة؟

    أكثر ما يثير اهتمامهن هو ما بعد التدريب وكيف يمكنهن خوض تجربة ريادة الأعمال. أحيانًا يكون الخوف من الفشل عائقًا، لكنني أؤكد لهن أن الخطأ جزء من التعلم، والأهم هو الاستمرارية وعدم التوقف.

     كيف تساهمين في نقل هذه الحرفة للأجيال الجديدة؟

    أقدّم ورش عمل قصيرة وبرامج تدريبية في عدة ولايات داخل السلطنة، كما أقدّم ورشًا عن بعد لمهتمات من السعودية والإمارات لتبادل الخبرات. ولله الحمد، العديد من المتدربات أسسن مشاريع ناجحة في مجال النسيج اليدوي.

    هل تخططين لتوسيع مؤسسة السِداء أو التعاون مع مصممين محليين لإنتاج مشترك؟

    نعم، هناك تعاون مستمر مع شركات تقدم الهدايا لمناسبات مختلفة، ومع مصممات عُمانيات لدمج النسيج اليدوي مع الفضيات والمجوهرات والأزياء لإنتاج قطع عصرية تحمل التراث العُماني. وأطمح أن يتطور مشروعي من ورشة صغيرة إلى مصنع يهتم بإنتاج المنسوجات اليدوية على نطاق واسع.

    حساب الانستغرام: asedaa2o22

    انشر على السوشيال
    تاجز
    spot_img

    الأكثر قراءة

    العارضة “ثريا محمود”: جمال وموهبة يلفتان الأنظار

    تعد ثريا محمود من الشابات الجميلات اللواتي يقدمن محتوى مميزاً على وسائل التواصل الاجتماعي وهي تعمل كموديل مع خبيرات التجميل ومصممات الأزياء العمانيات.

    الفرق بين اللوس باودر والكومباكت باودر مع خبيرة التجميل ابتسام الفليتية

    تُعتبر اللوس باودر والكومباكت باودر من أهم أدوات التجميل التي تساعد على إطالة ثبات المكياج وتحسين مظهر البشرة. سنتعرف في هذا الموضوع على الفرق...

    “دي جي” حبيبة راشد.. مبدعة تشعل أجواء الحفلات  

    هنّ _ خاص حبيبة راشد امرأة عمانية متعددة المواهب والتخصصات، تعمل كمنسقة أغاني في الحفلات وبلوجر وفاشينيستا وهي أيضا ممرضة. إنها فنانة موهوبة متعددة المهارات،...
    spot_img

    المزيد

    ترك الرد

    من فضلك ادخل تعليقك
    من فضلك ادخل اسمك هنا